أسلوب احترافي وجذاب: يتم كتابة الخبر بأسلوب يجمع بين المهنية والإبداع، مع التركيز على تقديم محتوى يتناسب مع جمهورك المستهدف.
كتابات الثوريين لم تحتوِ أعمالا روائية جديرة بالقراءة. فغلبة الخطاب المباشر والتحجج بسمو القضية كمطية للتغطية على الرداءة الجمالية مثلت غشا شنيعا للذائقة. لذا تراني أعتمد الحذر الشديد تجاه كل نص يقدم نفسه على أنه بصدد تبني قضية من القضايا “الكبيرة” مثل العنصرية أو الجندرية أو التهميش أو غيرها، فالذي يبقى من النص في النهاية هو قيمته الجمالية.
أحمد منصور: الآن هناك نخبة مغتصبة للسلطة أو مسيطرة عليها وهي تفرض ما تريد على الناس، كيف يمكن للنخبة الشعبية أن تؤثر في حياة الناس؟
هل من معنى لتحديد مفهومنا للكتابة وهدفنا منها، وسواءٌ كان هدفا “خلاصيا” ذاتيا أو هدفا اجتماعيا تشاركيا، ففي الحالتين، ومهما كان نوع التحديد، يساورنا الشعور الشبيه بمن يصرخ في حجرة مُقفَلة لا يرتدّ فيها إليه غير صدى صوته. ليس من المفارقة أنني شخصيا لا أكاد أجد فرقا بين تجربة الصمم التي أعانيها، والتي لا يرتد إليّ فيها من الأصوات غير صدى صوتي، وتجربتي الروائية وتجارب الكثير من الروائيين الذين يغمرهم ظلّ “الهامش” الثقيل… وتشدّق المركز بعنايته بهامشهم إلى حدٍ حوّله فيه إلى حديقة خلفية له، فلا تكتمل مركزيته تلك دون هامشه ذاك.
إن تحقق هذه الشروط التي تمنح النجاعة والفعالية لهذه النخب؛ تظل رهينة في جزء هام منها بطبيعة الفضاء السياسي الذي تشتغل فيه؛ فكلما كان هذا الفضاء ديموقراطيا ومنفتحا؛ إلا وبرزت حركية وحيوية هذا التجدد والعطاء باستمرار وتمكنت من أداء مهامها ووظائفها المفترضة في جو سليم يسمح بمعانقة آلام وآمال الجماهير وبلورة تصورات وقرارات تنسجم وتطلعاتهم وانتظاراتهم، وكلما كان النظام السياسي مغلقا وشموليا وسادت الممارسات الاستبدادية إلا وضعف معلومات إضافية أداؤها وانحرف مسارها.
محمد سليم العوا: نعم، أولا يعني ظاهرة الكلام الذي لا معنى له في المؤتمرات ظاهرة هائلة، وليست قاصرة علينا بالمناسبة دي في كل مؤتمرات الدنيا، في مؤتمرات علمية جادة طبعا وثقافية لكنها نادرة، لكن الإشكال مش في فقط يعني فراغ المؤتمر من معناه أو فراغ توصياته أو قراراته من معنى، المشكلة في أن هذا موجه إلى من؟ هذا عادة المؤتمر يوجه إلى الأجيال الصاعدة لكي تتعلم من هؤلاء الكبار ما يقدمونه.
وهنا يحضرني مثال من المجتمع السوري مرة أخرى، لمجموعة من الشباب والشابات أطلقوا على أنفسهم لقب "أحفاد الكواكبي". قام هؤلاء بكتابة النص التالي:
ما هي الفوائد التي سأحصل عليها من المشاركة في "حوار مع النخبة"؟
حقيقة أن معظم الأقطار العربية كانت من ضمن الدول التي انخرطت في بلورة إصلاحات سياسية بنسب متفاوتة في أعقاب التحولات الديموقراطية التي هبت على مختلف المناطق من العالم، بعدما لم يعد بإمكان الأنظمة المستبدة تجاهل الضغوطات الدولية القائمة في هذا الشأن.
سلام الكواكبي: من المؤسف أن تظهر الثورات العربية أنّ تلك "النخب التقليدية" والتي أنكرت قوة العامة قد اختلفت أيضا في رد فعلها حول تحركات الشارع العربي واحتياجاته؛ فمنهم من انضم إلى الثوّار، ومنهم من قام بإعطائهم تسميات مختلفة.
سلام الكواكبي: أرى أنّ هناك فئات قليلة دينية أدركت أنّه لا مجال لهم سوى الحوار والتعاون والتفاعل مع تيارات المجتمع الأخرى، مثل حزب العدالة والتنمية في المغرب أو النهضة في تونس، ولذا قاموا بتطوير خطاب يشمل جميع طوائف المجتمع.
كان ذلك القرار أداة مهمة لتنفيذ خطة أميركية لاختراق المجتمع السوداني، وتغيير هويته عبر وسائل ناعمة، وهي الخطة التي ساهمت مع عوامل أخرى في إشعال حرب تتواصل منذ أكثر من عام، وتتمدد أفقيًا ورأسيًا، معرضة وحدة البلاد ومستقبلها لخطر انقسام وشيك.
في الواقع، كانت القسوة هي حقيقة حياتنا الوحيدة التي نتعايش معها. الضربُ من المعلّمين والطرد نشًّا بالمكنسة من الراعية والعقاب الشديد من الأولياء. عند العودة من المدرسة كلّ عشية كان أبي يقول لي “كُلْ شيئا من الطعام ثم التحق بالبقرات في المرعى” لأظلّ مع البقرات حتى غروب الشمس.
وهو المعنى الذي رآه الإمام الراحل الصادق المهدي بحكمة السنين، حين قال: "أرفض تغيير نظام البشير بالقوة، وأكافح التيار القبلي والعنصري"، ولكن للأسف الشديد لم تكن حناجر "تسقط بس" الصاخبة لتسمح لأصوات الحكمة أن يتردد صداها في ذلك المشهد المشحون.
Comments on “The 5-Second Trick For حوار مع النخبة”